عرض مشاركة واحدة
قديم 12-01-2013 , 10:45 PM   مشاركة رقم 1
إداري
 
الصورة الرمزية البرواز و الصورة
تاريخ التسجيل : Nov 2012
رقم العضوية : 2
المشاركات : 5,358
أخر زيارة : اليوم 01:50 AM
الدولة : قطر


بيانات إضافية

الجنس : ذكر

الحالة : البرواز و الصورة متواجد حالياً

افتراضي خبز هندي و شاي كرك



خليفة السيد محمد صالح المالكي

معرفتنا بالهنود توازي معرفتنا باللؤلؤ فنحن نستخرجه من أعماق البحار وهم يشترونه منا ، كما أن مستلزماتنا من المواد الغذائية والتوابل والعطور والملابس ومواد البناء والأخشاب تأتينا من الهند ، ومع وصول شركة النفط إلى قطر في أواسط الأربعينيات من القرن الماضي أحضرت معها هذه الشركة بعض الهنود منهم المهندسون والميكانيكيون وبعض من السائقين والفنيين والطباخين ، ومع وصول شركة البترول بدأت وفود الأجانب تأتي إلى قطر طلباً للعمل وكسب الرزق ، وكل فئة انفردت بعمل خاص بها ، فعلى سبيل المثال الباكستانيون عملوا في الذهب والفضة وباكستانيو الجبال ويطلق عليهم "البتان" عملوا في الحفر والهدم والبناء والإيرانيون عملوا في التجارة مثل بيع الملابس والمواد الغذائية والجزارة وبيع الخضراوات والفواكه وصناعة الحلويات والخبز والخياطة ، أما الهنود فتخصصوا في فتح المقاهي والمطاعم فأتحفونا بأنواع كثيرة من أكلاتهم الطيبة ذات الرائحة الزكية مثل عيش البرياني والكيمة وهي لحم مفروم مع نوع من الخضراوات والسبجي وهو خليط من الخضراوات الموسمية وخبز البوري وخبز البراتا وخبز الجباتي وبعض المعجنات والكاري والحلويات وجاهي الكرك بالحليب ، وقد توزع هؤلاء الهنود أصحاب المقاهي والمطاعم في البداية على أحياء الدوحة ففي كل حي تجدلك أكثر من مقهى أو مطعم يجتمع فيه أبناء الحي بعد صلاة العصر لشرب شاي الكرك بالحليب مع الخبز الهندي المسمى "براتا" الذي يشبه الفطيرة أو المشلتت عند بعض الشعوب لأنه عبارة عن طبقات رقيقة متراصة جنب بعضها البعض يتخللها قليل من السمن البلدي مما يجعل طعمها طيب ولذيذ وخصوصاً إذا وضع عليه قليل من السكر، في الماضي بعد صلاة العصر كنا نذهب إلى إحدى هذه المقاهي لشرب شاهي العصر مع خبزة أو خبزتين من خبز "البراتا" إما بسكر أو بدون سكر وهناك نلتقي مع الأصدقاء من أهل المنطقة أو الزائرين ، وبعد تطور الحال تطورت هذه المقاهي وتحولت إلى معاصر تبيع أنواعا مختلفة من العصائر لفواكه طازجة وبعض السندوتشات واختفت تلك المقاهي الشعبية البسيطة وقل وجودها في وسط الأحياء السكنية وانتقلت إلى الشوارع الرئيسية ، قبل أيام كان بيني وبين صديق موعد في مسجد حيهم مع صلاة المغرب ولأنني وصلت إلى المكان قبل موعد الأذان بقليل تذكرت تلك المقاهي وتذكرت الخبز الهندي "البراتا" والجاهي الكرك بالحليب وبحثت في الحي كله علني أجد مقهى من مقاهي زمان أقف عندها وأطلب منها تصبيرة العصر الخبز الهندي والشاي الكرك فلم أجد سوى مطاعم ومعاصر ، عندها ترحمت على أيام زمان عندما كانت كل الأشياء متوفرة في الفريج , وسوالف.


كاتب وباحث في الموروث الشعبي

تعليق : يوم جاء المجلس البلدي تفاءلنا خير و قلنا الحين فية مجال لتلبية حاجات المواطنين و امكانية التواصل و توصيل الصوت بسرعة , لكن للاسف طلع مجلس بدون صلاحيات و كأنك يا بوزيد ما غزيت . لذلك عزيزي الاستاذ خليفة لا تستغرب إذا صارت تختفي من حياتنا اشياء جميلة نتيجة إلا مبالاة و المركزية و عدم الاحساس و التواصل مع المواطنين . و الي زاد الطين بلة عدم الكفاءة في اتخاذ القرار و عدم وجود مجلس يصحح هذا الخلل .