فِي الْمَقْهَى .....
فِي وَحْدَتِي فِي وَحْشَتِي فِي غُرْبَتِي
فِي قَهْوَةٍ أَحْسُو مَسَاءً قَهْوَتِي
جَاءَتْ إِلَيَّ قُمَيْرَةٌ كَالْوَرْدَةِ
خَطَوَاتُهَا عَزْفٌ لَذِيذُ النَّغْمَةِ
وَعَلَى شَفَايِفِهَا شُعَاعُ الْبَسْمَةِ
تَرْنُو إِلَيَّ وَقَدْ أَذَابَتْ وَحْشَتِي
سَأَلَتْنِي يَا لِسُؤَالِهَا فِي لَهْفَتِي
هَلْ ثَمَّ مِنْ أَحَدٍ هُنَا فِي الْجَلْسَةِ؟
فَأَجَبْتُها إِنِّي رَهِينُ الْوَحْدَةِ
أَهْلًا وَسَهْلًا جَاهِزٌ لِلْخِدْمَةِ
يَا سَلْوَتِي قَمَرٌ سَيُؤْنِسُ وَحْشَتِي
يَا بَهْجَتِي نُورٌ يُبَدِّدُ ظُلْمَتِي
يَا خَفْقَتِي حُبٌّ سَيُسْعِدُ خَلْوَتِي
وَظَنَنْتُ أَنِّي قَدْ ظَفِرْتُ بِبُغْيَتِي
وَرَسَمْتُ فِي الْأَوْهَامِ أَجْمَلَ قِصَّةِ
قَيْسٌ وَلَيْلَى أَوْ جَمِيلُ بُثَيْنَةِ
أوْ كَابْنِ زَيْدُونٍ لَدَى وَلَّادَةِ
أَوْ عَنْتَرٌ يُبْدِي الغَرَامَ لِعَبْلَةِ
وَكَذَا كُثَيْر ٌإِذْ يَهِيمُ بِعَزَّةِ
بَيْنَا أَنَا أَرْخِي الْخَيَالَ لِخَطْرَتِي
مَدَّتْ يَدَيْهَا عَاجِلًا فِي خِفَّةِ
لِلْمَقْعَدِ الْخَالِي الَّذِي فِي وُجْهَتِي
أَخَذَتْهُ دُونَ تَرَدُّدٍ أَوْ رَهْبَةِ
وَمَضَتْ بَعِيدًا دُونَ أَيِّ تَلَفُّتِ
فَأَفَقْتُ بَعْدَ تَوَهُّمٍ وَتَشَتُّتِ
وَأَخَذْتُ فِنْجَالِي لِأُكْمِلَ قَهْوَتِي
فَلَرُبَّمَا عَادَتْ إِلَيَّ جَمِيلَتِي
فِي الْمَرَّةِ الْأُخْرَى سَأُحْضِرُ دِبْلَتِي
فَتَجَهَّزُوا يَا قَارِئِينَ لِحَفْلَتِي
هَذَا مَسَارِي فِي الْهَوَى بَلْ رُؤْيَتِي
16/5/1443ه
#بكر_موسى