الْمَلِيحَةُ وَقِيَادَةُ السَّيَّارَةِ
قُلْ لِلْمَلِيحَةِ فِي خِمَارٍ أَسْوَدِ
أَوْ أَزْرَقٍ أَوْ رُبَّمَا مُتَوَرِّدِ
تَمْشِي بِمَرْكَبَةٍ كَأَنَّ جُسُومَهَا
صُنِعَتْ بِمَاءٍ بَارِدٍ لَمْ يَجْمَدِ
تَمْشِي عَلَى مَهَلٍ وَإِنَّ عُيُونَهَا
كَالصَّقْرِ فِي الْإِبْصَارِ عِنْدَ تَصَيُّدِ
سَلَكَتْ يَسَارَ الدَّرْبِ وَهِيَ بَطِيئَةٌ
وَأَكُفُّهَا حَضَنَتْ ذَرَاعَ الْمِقْوَدِ
وَكَأَنَّهُ طِفْلٌ سَمِعْتُ صُرَاخَهُ
مَامَا ذَرِينِي إِنَّنِي لَمْ أَشْرُدِ
كَمَ ذَا أَشَارَتْ لِلْيَمِينِ وَقَدْ مَضَتْ
لِيَسَارِهَا فِي قَصْدِهَا الْمُتَرَدِّدِ
لَمْ تَلْتَفِتْ إِلَّا كَلَمْحَةِ بَارِقٍ
فَتَنَتْ وَأَفْتَنَهَا طَرِيقُ مُعَدِّدِ
تَخْشَى الْخَيَالَ بِأَنْ يَمُرَّ أَمَامَهَا
وَتَخَافُ مِنْ طَيْفِ السَّرَابِ الْأَبْعَدِ
وَتَهَابُ مِنْ شَبَحِ الزِّحَامِ كَأَنَّهُ
جَيْشٌ يُحِيطُ بِهَا بِكُلِّ تَرَصُّدِ
وَتَوَدُّ لَوْ أَنَّ الشَّوَارِعَ قَدْ خَلَتْ
حَتَّى مِنَ الطَّيْرِ الصَّغِيرِ الْمُنْشِدِ
تَرْجُو الْهُدُوءَ مِنَ الْهُدُوءِ وَتَرْتَجِي
أَنْ لَا تَرَى فِي السَّيْرِ غَيْرَ مُعَبَّدِ
وَإِذَا تَمُرُّ عَلَى الْمَطَبِّ تَظُنُّهُ
قِمَمَ الْجِبَالِ بِهَا عَسِيرُ الْمَصْعَدِ
تَتَنَفَّسُ الصُّعَدَاءَ بَعْدَ صُعُودِهِ
وَكَأَنَّهَا رَبِحَتْ سِبَاقَ تَجَلُّدِ
أَوَّاهُ مِنْ هَمِّ الْقِيَادَةِ إِنَّهَا
جَدَلُ الطَّرِيقِ وَشُعْلَةُ الْمُتَوَقِّدِ
أَوَّاهُ مِنْ هَذَا الضَّجِيجِ كَأّنَّهُ
لُجَبُ الْبِحَارِ وَبَيْنَ شَطٍّ مُزْبِدِ
سِيرِي بِحِفْظِ اللهِ بَيْنَ عُبَابِهِ
فَالدَّرْبُ مَوْجٌ هَادِرٌ لَمْ يَخْمَدِ
شعر/بكر موسى هوساوي 29/3/1443هـ
#بكر_موسى
#قيادة_المرأة_للسيارة