الموضوع: الطفلة المعنفة
عرض مشاركة واحدة
قديم 25-09-2019 , 10:24 PM   مشاركة رقم 1
إداري
 
الصورة الرمزية البرواز و الصورة
تاريخ التسجيل : Nov 2012
رقم العضوية : 2
المشاركات : 5,358
أخر زيارة : اليوم 01:50 AM
الدولة : قطر


بيانات إضافية

الجنس : ذكر

الحالة : البرواز و الصورة متواجد حالياً

Icon37 الطفلة المعنفة



عبدالله بن بخيت

تداول الناس على وسائل التواصل الاجتماعي فيديو لرجل في منتصف العمر يعنف طفلة بطريقة تخلو من الرحمة ، و في فيديو آخر ظهر الرجل مرة أخرى يعتذر ، لا أظن أن أحداً اختلف على تجريم هذا الفعل الشنيع و لكن قد نختلف في الأسباب ، يدعي في فيديو آخر أنه كان في حالة نفسية سيئة و يعلن في الوقت نفسه اعتذاره ثم يحاول أن يرمي القضية على زوجته التي هجرته قبل عشرة أيام ، لا أعلم يعتذر ممّن ؟ هل كانت حادثة تعنيف الطفلة تلك هي المرة الأولى و الأخيرة ، الملاحظ على الصورة أن الرجل لا يظهر أي تعاطف مع الطفلة ، يحرك الطفلة بهدوء و مقدرة و بحياد و كأنه يحرك لعبة . شاهدت قبل سنوات قليلة على اليوتيوب مقابلة مع رجل أميركي محكوم بالإعدام ، يقص جريمته على أحد الباحثين مؤكداً أنه يستحق عقوبة الإعدام . في أحد الأيام كان يسير في الأحياء خارج زحمة المدينة ، احتاج أن يجري مكالمة تلفونية فقرع أحد الأبواب ، فتحت الباب طفلة في السابعة من عمرها ، أنهى لها رغبته فأخبرت الطفلة أمها فسمحت له الأم . أعجبته الأم و بعد أن أنهى المكالمة اعتدى على الأم ثم قتلها خنقاً ، قبل أن يخرج من البيت تذكر أن ابنتها الطفلة شاهدته فعاد مجدداً و (خنق) الطفلة حتى الموت . يطلق على هذا النوع من البشر سيكوباثي ، و هو الإنسان الذي يخلو من العاطفة بالمعنى الحرفي للكلمة . لا يملك في قلبه أي شكل من أشكال التعاطف مع الآخرين . لا يحمي المجتمع منه إلا مصالحه ، خوفه على نفسه و خوفه من الانكشاف و خوفه من الفشل في تحقيق أهدافه و أطماعه هي الضمانة الوحيدة التي تمنعه من ارتكاب أشنع الجرائم ، هذه النوعية لا علاج لها إلا العزل عن المجتمع ، هؤلاء لا يتمتعون بالقسوة فقط و لكن بالقدرة على الخداع و التظاهر و النفاق ، تتملكهم رغبة في الإيقاع بين الآخرين ، سرعة تحديد هؤلاء و التعرف عليهم ضرورة أمنية قصوى ، المشكلة الكبيرة التي تواجه الباحثين أن التعرف على هؤلاء و تنميطهم نفسياً لا يتم إلا في السجون ، حيث يسهل وضعهم تحت الرقابة و تتبع سلوكهم . المشكلة الأخرى أن عزلهم عن المجتمع لا يتم إلا بجريمة و لكل جريمة عقوبة محددة عندما تنقضي يتوجب إطلاق سراحهم . ما شاهدناه في الفيديو أمر خطير جداً ، التعبير عن الندم الذي أبداه الرجل يجب ألا يثير الشفقة أو التعاطف معه ، المسكنة و إبداء الندم من أقوى أسلحة السيكوباثي ، قضية كهذه يجب أن تتصدى لها جهتان ، القضاء و الباحثون الاجتماعيون .

تعليق : هذي هي الثقافة و هذا هو التفاعل الإيجابي لحل مشاكل المجتمع من النخبة المثقفة . شكرا" استأذ عبدالله بن بخيت على التنبيه و التحذير من هذا النوع من البشر و طريقة خداعه للمجتمع بالتظاهر بالندم , لكن التحليل المنطقي من الكاتب كشف زيفه و الحذر منه لأنه شخص مريض نفسيا" .