مازن السديري
صدرت الأسبوع الماضي قرارات أميركية لإيقاف التعامل مع شركة هواوي الصينية ، و أخذ الموضوع يدور حول عدة تساؤلات حول مستقبل الحرب التجارية الأميركية الصينية و شركة هواوي و مستقبل الشركات الأميركية في الصين مثل أبل . واضح أن الموقف من شركة هواوي قد يكون أهم من الحرب التجارية برمتها لأنه باختصار يمس انفراد هواوي تقريباً بتقنية الجيل الخامس اللاسلكية بأسعار رخيصة لا يتحملها المنافسون ، لذلك أراه غير مرتبط بحماية الشركة الأميركية مثل أبل ، و تقديرات KPMG فإن حجم الاستثمارات المقدرة لخدمة الجيل الخامس تصل الى 4.3 ترليونات دولار موزعة على أهم القطاعات خلال سبع سنوات و التي ستقلب حياة الإنسان من البيت إلى المدرسة و المستشفى و السوق و بيئة العمل . شركة هواوي التي لا تزال الصين قاعدة نموها و سوقها الأساسي حيث لا تزال تبلغ مبيعاتها في الصين 50 % و بفضل ذلك انطلقت هذه الشركة حول العالم وسط إنفاق ضخم حول الأبحاث و التطوير يصل إلى 15 % من مجموع مبيعاتها ، و يعد الأضخم بين شركات التقنية ، لأن تتقدم على أكثر منافسيها في الجيل الخامس و الذي يفتح الشكوك و المخاوف الأمنية لدى الدول الغربية من التجسس ليس فقط الأمني بل و التسرب العلمي . ثانياً , هواوي مؤسسة يظهر عليها ملامح الاحتكار بفضل تقدمها التقني و رخص أسعارها التي يرجح البعض ذلك للدعم الحكومي الظاهر على شكل مشروعات متعددة . في ظل عدم وجود بديل جاهز لهواوي و احتياج هواوي للرقائق التقنية الأميركية فممكن أن يكون الحل عبر شراكات أميركية تعمل مع هواوي بشكل يسيطر على المخاطر المقدرة باختلاف كل مرحلة و جزئية تخص الجيل الخامس ، كما أنه من جهة أخرى لا أتوقع أن الصين سوف تحارب الشركات الأميركية بها مثل أبل و الذي يقدر تكلفة إنتاجها في الصين أقل من الولايات المتحدة بنسبة 29 % لحرص الصين على الثقة و استمرار العمل التجاري المشترك ، كما أن انتقال أبل إلى الولايات المتحدة ليس مستحيلاً لكن التكاليف ستكون عالية في إحجام المستثمرين للقدوم إلى الصين بل ممكن أن تسحب الكثيرين من الصين . حرب هواوي أهم من الحرب التجارية الصينية الأميركية بأكملها لأنها ليست صراعاً على المال و النمو بل على الحضارة .