و من يرصد و يتتبع تفاصيل خطاب المتأسلمين السياسيين ، سيجد بوضوح أنهم يتعمدون الانتقاء من التراث الديني الموروث ، أفكارًا معينة ، و مقولات تدعم ما يذهبون إليه ، و بعد ذلك يسبغون عليها رداء سميكا من القداسة ، فيجعلونها في درجة قداسة النص القرآني الذي تكفل جل و علا بحفظه ، رغم أن كل مقولاتهم و شواهدهم و حججهم تدور بين مجموعتين ، حديث ينسبونه إلى الرسول صلى الله عليه و سلم ، و يسبغون عليه صفة الثبوت و قطعية الدلالة ، مع أن كل أحاديث الأحاد بلا استثناء هي (ظنية) الدلالة و ليست يقينية قطعيًا ، أو ينسبونها إلى فعل صحابي أو فقيه ، رغم أننا مأمورون باتباع ما قاله جل و علا في كتابه و ليس ما قاله فلان أو فلان ، ورغم أن الإمام مالك يقول : (كلنا راد و مردود عليه إلا صاحب هذا القبر) و أشار إلى قبر الرسول و رغم أن علماء أصول الفقه الأوائل يقولون (الفقيه يستدل له و لا يستدل به). الكاتب محمد ال الشيخ , ملاحظة : ارجوء البحث في النت عن معنى يستدل له و لا يستدل به حتى تفهم المعنى بوضوح .