أين جامعاتنا من المراكز العلمية ؟
http://alqatareya.net/uploads/160174955921021.jpg
علي سعيد القحطاني إن إنشاء مراكز علمية متخصصة في بناء و تنمية مهارات القرن الحادي و العشرين ، و ربطها بالنهضة التقنية التي نعيشها في عصرنا الحالي أصبح أمرا في غاية الأهمية ، بل ضرورة من ضروريات تطوير المجتمعات و الأمم . و لقد تميزت الدول المتقدمة اليوم بكثرة إنشاء المراكز العلمية المتخصصة في البحوث العلمية و التطبيقات العملية لها ، و أصبحت هذه المراكز أسلوب و نمط حياة يرجع إليه في حل القضايا و المشكلات ، و معرفة التوجهات ، و الآراء ، و الأفكار حول القضايا و الموضوعات المهمة . و من أمثلة هذه المراكز الذي سبق و عايشت فيه تجربة ثرية لي على كل الأصعدة ، هو مركز Monash Tech School و الذي يتبع لكلية التربية بجامعة موناش بدولة أستراليا ، حيث اعتمد المركز في إنشاء برامجه على محاولة حل للقضايا و المشكلات التي تواجه ولاية فكتوريا التي يقع تحت نطاقها جامعة موناش بمدينة ميلبورن . فتم إنشاء سبعة برامج يشرف عليها مجموعة من الباحثين و الأكاديميين بالجامعة ، حيث يستضيف هذا المركز مدرستين أسبوعيا ، يتعرض الطلاب في هذه المراكز لعيش تجربة البرامج السبعة ، و تكون على شكل مشاريع يسعى الطلاب لإنجازها ، كما يعتمد المركز على إستراتيجية Design Thinking حيث يعمل الطلاب على مشاريعهم وفق خطوات محددة تساعدهم في حل مشاريعهم ، و ينحصر دور المشرفين على المركز و المعلمين المرافقين للطلاب في التوجيه و المساندة للطلاب . أحد هذه المشاريع كان بناء دراسة متكاملة لإنشاء مستشفى في مدينة ميلبورن ، يقوم الطلاب خلال هذا المشروع على تحديد الموقع المثالي للمستشفى بالرجوع إلى الخرائط و التوزيع السكاني على الأحياء ، كما يجب تحديد التصميم المتناسب مع بيئة و ثقافة المدينة و كذلك يجب تحديد عدد الكادر البشري و تخصصاتهم حسب عدد السكان الذي يخدمهم هذا المستشفى و فئاتهم العمرية و الطبيعة الجغرافية و أسلوب الحياة في هذه المنطقة ، و يكون لدى الطلاب قائد إلكتروني (عبارة عن تطبيق) يساعدهم في اتباع المسار المناسب لبناء هذا المشروع ، كما وفر المركز جميع المعلومات و البيانات عن مدينة ميلبورن و التي يحتاجها الطلاب في بناء المشروع . و في مشروع آخر يقوم الطلاب بعمل فحوصات مخبرية في معامل طبية مجهزة تجهيزا كاملا للوصول إلى معلومات كافية عن الحمض النووي (DNA) لمجموعة من الكائنات الحية ، و كذلك يحصل الطلاب على معلومات كاملة عن أسلوب العمل داخل المختبرات الطبية و المخاطر التي ممكن أن يواجهها المجتمع في حال وجود أي إهمال . و في مشروع آخر يقوم الطلاب ببناء تطبيقات للهواتف الذكية تخدم المدينة ، و في مشروع آخر يركز على بناء و برمجة الروبوتات ، و آخر يركز على التصميم باستخدام قطع الليقو . كل المشاريع الموجودة في هذا المركز تم تجهيزها بكل الإمكانات البشرية و المادية ، و هي كذلك تطبيق حي لبحوث و دراسات تم الصرف عليها لتكون ذات قيمة للبشرية عامة و للمجتمع المحلي خاصة . تعليق : هذي طريقة التعليم الصح , تعليم يطبق النظري على العملي حتى يتم اكتساب الخبرة و الثقة بتحويل الافكار لشي مفيد و ليس فقط شي نظري يندثر مع الوقت و لا ينتج شي مفيد يساهم في تطوير البلد و المجتمع . نعم النظري مهم و له مجاله و لكن التدريب على التطبيق العملي يزيد الفائدة و يوسع الافق لافكار جديدة تعزز النظري و تثبت المعلومة . |
الساعة الآن 08:50 PM |
Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions Inc.