فيما يخص المواطن الأبله
http://alqatareya.net/uploads/1508599517611.jpg
عبد العزيز محمد الخاطر أثار مقال الاخت الكاتبة الفاضلة مريم الخاطر «كيف تكون المراجل في قطر؟» الذي نشر بالأمس في جريدة الشرق ، ردود فعل كثيرة في مواقع الاتصال الاجتماعي ، كلها تقريبا تؤيد ما ذهبت إليه أن موقع(الدوحة نيوز) الالكتروني يعمل بعيدا عن الرقابة الذاتية و الرقابة الاجتماعية فيما ينشر حتى أنه أتى على مسلمات المجتمع الدينية و الاخلاقية . في حين أشار المحرر أنه لايسعى لذلك و إنما هدفه نشر ثقافة التسامح في المجتمع . كنت الحظ منذ زمن طويل ان الصحف الانجليزية المحلية أكثر دقة في نقل الاخبار و في الاحصائيات و بالاحداث التي تجري داخل المجتمع و التي عادة تخفيها الصحف العربية القطرية . المعلومات التي يملكها المقيم أدق من المعلومات التي يملكها المواطن العادي ، كم من المعلومات استقيناها بدقة من مقيمين ، هناك حالة من البلاهة يراد بها ان تسيطر على المواطن ، البلاهة نوع من السير المطمئن المؤدي إلى المجهول ، الابله سعيد لكن لايعرف إلى اين هو ذاهب ؟ فإذا كانت «الدوحة نيوز» تدار بفكر مغترب كما تشير الاخت الكاتبة الفاضلة مريم الخاطر في مقالها المثير و إذا كنا أكثر مجتمع يحتفي بالدعاة طوال العام ، فكيف نفسر فكرالاغتراب و فكر «الصحوة» في مجتمع واحد ؟ و إذا كان الاعلام الرسمي منقسما بين أهل قطر أو «هل قطر» و إذا كان المواطن يستعد من الصيف لمهرجان(لشته) للتأكيد على هويته ، و إذا كانت صحافتنا يوميا تزودنا بإحصائيات تفوقنا و حصولنا على المراكز الأولى على العالم في نسبة طول عمر الإنسان ، و في حصة المواطن من الناتج الاجمالي ، هذا التناقض يدخلنا في دائرة البلاهة . حيث تنشأ البلاهة عندما يفقد المجتمع ثقته في إعلامه ، و بالتالي يلجأ إلى مصادر اخرى للخروج من دائرة البلاهة ، الاعلام الموجه في داخل مجتمعاتنا يحترم الاقليات الموجودة و يحرص على المصداقية فيما ينشره و يقدمه هذا واضح لكل متابع . منذ الستينيات كانت مجتمعاتنا تعتمد على راديو «لندن» و لاتصدق خبرا إلا إذا جاء عن طريقه حتى حرب الخليج في التسعينيات ، هذا دليل على اننا مجتمعات نعيش على البلاهة لأنها شرط من شروط بقاء الانظمة و تأتي الاحداث و نستفيق قليلا ثم نعاود المسيرة ، ما فعلته الكاتبة القديرة مريم هو نوع من التنبيه للغافل المستمر في غفلته التي اصبحت نمطا لحياته و يصفون من يقوم بذلك بـ(منبه اللوه) و اللوهه طائر بحري اسود أبله في نوم و غفلة دائمة حتى و ان اقتربت منه لايحس بك ، لذلك يخرج لنا دائما بين الفينة و الاخرى من ينبه اللوه فيتحرك ثم يعاود غفلته و بلاهته ، إلا ان المشكل هنا أن الكاتبة استدعت «الفزعة» حيث لم تجد رأيا عاما منظما و لامؤسسات مدنية و دستورية و هذه قصة اخرى تعمق من ثقافة البلاهة و من نمط سلوك «اللوه» و من طراز المثقف «المنبه» الذي يقرع الجرس ثم يختفي . هناك كلمة أخيرة أود أن أشير إليها ، طالما كان المواطنون أقلية فثقافتهم ستبقى دائما ثقافة أقلية . |
الساعة الآن 10:45 PM |
Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions Inc.