البليهي : العرب أعاقوا الحضارة و اليونسكو تحمي التخلف
http://alqatareya.net/uploads/1484145019331.jpg
قال المفكر السعودي إبراهيم البليهي ، إن العرب أبداً لم يقدموا أية إضافة نوعية للحضارة الإنسانية ، و إن ما ينسب لهم من إنجازات فكرية و علمية كانت من إنجاز أفراد تتلمذوا على الثقافة اليونانية ، و إن ما يميز الغرب هو أن تاريخهم هو امتداد للتاريخ اليوناني و التاريخ الروماني . و في حديث مطول قال البليهي إن المجتمعات تبقى منتظمة بما هي عليه و لا تقبل تغيير أفكارها إلا بزلزال فكري و عملي ، مشيراً إلى أن العرب أصبحوا يعيقون مسيرة الحضارة الإنسانية ، فكل أخبارهم عنف و قتل و قصف و مذابح بالجملة و مقابر جماعية ، موجهاً النقد لمنظمة "اليونسكو" حيث إنها أسهمت باستمرار تخلف الثقافات . و جاء الحوار كالتالي : سؤال : كيف كان التكوين الفكري للأستاذ البليهي ، و ما الحدث القوي الذي جعل البليهي يبحث في مشاكل المجتمع الإسلامي العربي من خلال الفلسفة ؟ منذ طفولتي وعيت أنه يوجد فجوة هائلة بيننا كعرب و مسلمين بل بين كل الأمم من جهة و بين الغرب من جهة أخرى ، فالغرب وحده هو الذي صنع هذه الحضارة العظيمة التي تختلف نوعياً عن كل ما عرفته البشرية خلال تاريخها كله . أما الأمم التي لحقت فهي قد تطورت بمقدار من استلهمته من الغرب ، لذلك شعرت برغبة عارمة لمعرفة العوامل التي مكنت الغرب من كل هذا و أبقت غيره من الأمم في أوضاع لا تختلف عن أوضاع أسلافها . و كنت أقرأ و أسمع دائماً أن أسلافنا كانوا قد حققوا تطورات عظيمة ، و أن الغرب قد أخذ عن أولئك الأسلاف مقومات حضارته ، فرحت أبحث بلهفة في تاريخنا للتعرف عن حقيقة هذا الادعاء و عن أسباب اختفاء هذه المقومات إذا كان صحيحاً ما يقال . و اندفعت أبحث و أقرأ بأمل أن أعثر على ما يؤكد الادعاء و يطمئن النفس ، و بعد سنوات من الركض تأكدت أننا نحن العرب خرجنا إلى مسرح التاريخ دعاة دين و لم نكن في أي يوم دعاة دنيا و هذا شيء عظيم . فالدين أساسي للإنسان لكن يجب ألا يكون عائقاً عن بناء الدنيا و تنميتها و توفير الرخاء للناس في حياتهم الحاضرة . و كان اكتشافاً مؤلماً أن أعرف أننا لم نسهم في تطوير الدنيا ، و لم نقدم أية إضافة نوعية للحضارة الإنسانية ، و أن ما يُنسب لنا من إنجازات فكرية و علمية كانت من إنجاز أفراد تتلمذوا على الثقافة اليونانية و كانوا خارج النسق الثقافي العربي السائد ، فكانوا و مازالوا منبوذين في ثقافتنا كابن رشد و ابن الهيثم و ابن النفيس و الرازي و ابن سينا و الفارابي و ابن حيان و غيرهم . أوجعني هذا الاكتشاف و جابهني هذا التضليل الذي نتناقله بغبطة ساذجة ، فنضلل أجيالنا بمزاعم تتعارض تعارضاً صارخاً مع وقائع الحياة العربية في الماضي و الحاضر . و حين تحققت من ذلك بقي أن أتعرف على العوامل التي مكنت الغرب من هذا الانفصال النوعي عن أمم آسيا و إفريقيا و غيرهم ، مع أن كل أوروبا كانت أقل سكاناً من الصين وحدها . و رحت أبحث في التاريخ الأوروبي فوجدت أن العنصر الأساسي الذي يميز الغرب هو أن تاريخهم امتداد للتاريخ اليوناني و التاريخ الروماني ، و أن ثقافة اليونان تمتاز بالانفتاح و الحرية و التنوع ، و تنفرد انفراداً عجيباً بالفكر الفلسفي ، و هو اكتشاف محوري حيث أدركت أن امتياز الغرب مصدره الفكر الفلسفي خصوصاً الجانب النقدي . و عرفت أن هذا هو الذي مكن الغرب من هذا الاختلاف النوعي في طريقة التفكير ، حيث صار منتجاً للمعرفة و ليس مردداً لما قاله أسلافه فقط ، فهو يضيف و يمحو ، و بذلك نمت معارفه و قدراته بشكل انفرد به عن العالم و باتت أوضاعه قابلة للتغير المتلاحق و النمو المستمر . التعليم الجامعي لا يخلق الوعي في مجتمع متخلف سؤال : مشروعك عن تأسيس علم الجهل .. أين وصل ؟ و ما هي عناصره ؟ و كم كتاباً ستخصصه له ؟ و هل يلتقي مع مشروعات أخرى مثل مشروع محمد عابد الجابري ؟ لا نهاية لمعضلات البشرية ، فقد انهمكت في البحث لأني لاحظت أن التطورات حتى في أوروبا لم تحصل بسهولة ، فلم تتحقق إلا بحروب و مذابح دامت طويلاً ، فالمجتمعات تبقى منتظمة بما هي عليه و لا تقبل تغيير أفكارها إلا بزلزال فكري و عملي يخلخل الانتظام . لقد اكتشفت أن تطور المجتمعات لا يعني حصول تغير نوعي في الوعي لعموم الناس و حتى المتعلمون ، و إنما الشعوب تتطور بالتكامل بين رواد الفكر و قادة الفعل ، فالازدهار يتحرك على عجلتي الفكر و الفعل ، أما الشعوب فتزدهر و هي لا تدرك سبب ازدهارها ، إنهم ركاب في مركبة الازدهار . و بذلك ظهرت لي هشاشة الحضارة و قابليتها الشديدة للتراجع و النكوص و الانهيار . فالشعب المزدهر لم يزدهر بوعي أفراده و إنما ازدهر بتغيير مركبته و تصحيح اتجاهه و قوة مؤسساته و حكم القانون و انغراس عادات التحضر تلقائياً . فأسلوب الحياة السائد هو الذي يصوغ عادات الناس سلباً أو إيجاباً . كما ظهر لي أن التعليم الجامعي لا يخلق الوعي في مجتمع متخلف و إنما بالعكس هو يكرس القيم و التصورات السائدة و يعمق الولاء للواقع . كما اكتشفت ضآلة تأثير العلوم الممحصة و الأفكار الخلاقة بثقافات الشعوب حتى في الأمم المتقدمة ، فقد انحصر تأثيرها في الجوانب العملية و المهنية و بناء الوسائل و القدرات المادية ، لكنها لم تؤثر على البنيات الذهنية و الوجدانية ، فقد يكون طبيباً ماهراً أو مهندساً حاذقاً أو أستاذاً جامعياً للفيزياء مثلاً ، لكنه خارج مجال تخصصه كمهنة لا يختلف تفكيره عن عموم الناس . لذلك جاء اسم المشروع : "تأسيس علم الجهل لتحرير العقل". أي العقل البشري عموماً . و يتكون المشروع من منظومة كتب منها : - التلقائية مفتاح الطبيعة البشرية - العقل يصوغه و يحتله و يتحكم به الأسبق إليه - عبقرية الاهتمام التلقائي ، وهو مكون من عدد من الأجزاء - الريادة و الاستجابة - التغيرات النوعية في الحضارة الإنسانية - تلقائية النقائص البشرية - مفتاح التطور هو القدرة على التغير و مشروعي لا يلتقي بمشروع الجابري و لا غيره ، لأن المشروعات الفكرية للمفكرين العرب قد ركزت على تحليل الثقافة العربية و العقل العربي بهدف كشف المعوقات و إبراز الإيجابيات ، لكن كل هذه الجهود بقيت حكراً على المثقفين و لم تصل إلى الشعوب و لا إلى الساسة . إن التخلف هو الأصل لذلك لا نحتاج إلى تأكيد وجوده و إنما نحتاج إلى تقديم ما يشبه برامج العمل للالتزام بشروط الانعتاق من مستنقع التخلف الذي هو وجود طبيعي ، و عناوين الكتب تؤكد لك اختلافه عن أي مشروع فكري لأي مفكر عربي ، فلم يكن مرجعي للبحث هو الثقافة العربية و إنما التاريخ الإنساني بأكمله . سؤال : تعمقت بدراسة الشخصيات التي لم تتعلم و أبدعت ، البعض يقول إن هذا تبرير من البليهي لعدم جدوى استمرارية التعلم خاصة و أنت تتحدث عن ترف الدكتوراه في العالم العربي و قد وثقت ذلك بكتاب "وأد مقومات الإبداع"؟ أولاً , لابد من تصحيح عبارة "الشخصيات التي لم تتعلم" بينما العبارة الصحيحة هي "الشخصيات التي نجت من التأطير التعليمي" فأنا أتحدث عن الذين تعلموا اندفاعاً تلقائياً و لم يدرسوا اضطراراً من أجل مهنة أو وجاهة . و كتاب "وأد مقومات الإبداع" الذي صدر منذ 18 عاماً لم يكن سوى مقدمة لعمل كبير تحت عنوان "عبقرية الاهتمام التلقائي"، و سوف يصدر منه الكتاب الأول خلال أسابيع عن "دار التنوير" في بيروت . و ستتلوه منظومة من الكتب و هو ليس محصوراً بالذين أبدعوا و هم لم يلتحقوا بأية جامعة مثل : تولستوي و جوركي و العقاد و توماس مان و غيرهم ، و إنما سيشمل الذين هجروا تخصصاتهم و أبدعوا في مجالات متنوعة مغايرة مثل وليم جيمس و كليمنصو و ياسبرز و يوسف إدريس و عبدالله مناع و جيفارا و غيرهم . و أجزاء عبقرية الاهتمام التلقائي كلها مرافعة ضد تدجين الناس عن طريق التعليم الجمعي ، فلابد من إحداث تغييرات نوعية في مضمون التعليم و في أساليبه لجعل الدارسين يندفعون تلقائياً بحب المعرفة و الشغف بتنمية الإدراك . التعلم اضطراراً يستهلك أعمار كل الأجيال فيفسد قابلياتهم ، لأن الإنسان لا يتعلم قسراً بل يتعلم بالشغف ، و المشروع يريد أن يثبت عقم التعلم اضطراراً و خصوبة التعلم اندفاعاً . أخبار العرب قصف و قتل و عنف سؤال : لديك عبارة مشهورة بأن دخول العرب للتاريخ هو دخول إعاقة و ليس دخول إضافة .. هل من شرح لهذه النتيجة ؟ لو أنك أصغيت إلى الأخبار المحلية و العالمية لرأيت بوضوح شديد أننا أصبحنا نعوق مسيرة الحضارة الإنسانية بشكل مرعب ، فكل أخبارنا عنف و قتل و قصف و مذابح بالجملة و مقابر جماعية و جهالات مستشرية و انتفاش فارغ ، و لكنه واثق ثقة مطلقة بأنه هو وحده الكائن الطاهر أما بقية البشر فأتباع الشيطان . و لو راجعنا تاريخ الحضارة و أمعنا النظر في القيم التي كانت سائدة في اليونان في القرن الخامس قبل الميلاد في عهد بركليس مثلاً ، و كذلك تاريخ الرومان في عصورهم الأولى الزاهرة ، لرأينا أن الحضارة تقهقرت بشكل حاد في قيمة الإنسان و حرياته و كرامته و كذلك في نمط الحكم و هيمنة الحاكم الفرد بشكل مطلق و مفرط ، و بذلك تم تهميش الإنسان فبات مجرد وسيلة لا قيمة له في ذاته . نمط الحكم الذي ساد في التاريخ العربي منذ انتهاء الخلافة الراشدة هو نمط استبدادي مفرط لا سابق له في أنماط الحكم ، فقبل ذلك كانت الدول فيها مجالس حكم و ما يشبه البرلمانات ، و كان الحاكم الروماني محدد المدة و محدد الصلاحيات مثل الأمم الديمقراطية تقريباً ، و كان يُسمى المستشار ، و مازالت ألمانيا تستخدم نفس الاسم فرئيس الحكومة في ألمانيا يسمى "مستشارا". فما يميز مجتمعاً متقدماً عن مجتمع متخلف هو نمط الحكم فهو قائد قاطرة المجتمع . ندمت على تغريدتي حول نوري المالكي لأنه أسوأ السيئين بالعراق . سؤال : هل ترى أن دخولك بالشأن السياسي أدى إلى ثمرة مثل تعليقاتك على الربيع العربي و رأيك في نوري المالكي و سواها من الآراء ؟ لا مفر من الاهتمام بالسياسة فهو مصدر الخير أو الشر ، فالشعوب ركاب في قاطرة عامة يقودها السياسيون . انظر الفرق بين كوريا الجنوبية و كوريا الشمالية ، أو الفرق بين سنغافورة و كوبا ، أو الفرق بين ماليزيا و فنزويلا . لذلك حين هبت ثورات الربيع العربي كانت أول تجربة عربية في مواجهة الاستبداد ، فتوقعت خيراً فالصورة التي كانت في ذهني هي صورة دول أوروبا الشرقية ، كذلك الدول التي كانت تحررت من الاتحاد السوفييتي ، فنحن نعلم أنه حين انهار الحكم الشيوعي في تلك البلدان تحولت بسهولة إلى النظام الديمقراطي ، فلم تحصل فوضى و لم يتقاتلوا و لم يدمروا أوطانهم كما يفعل الليبيون الآن , ابتداء من بولندا حتى آخر دولة . ليس هذا فقط بل جرى انقسام دول مثل تشكوسلوفاكيا انقساماً سلمياً باهراً فانقسمت بالاقتراع إلى دولتين دون إطلاق رصاصة واحدة . لكن تجربة الانتفاضات العربية أكدت أننا مغايرون لكل الأمم ، و أننا لا نستطيع الاتفاق ، و أن انحلال السلطة يؤدي إلى غوغائية بشعة و فوضى مهلكة و تدمير شامل . أما الذي قلته عن نوري المالكي فلم يكن إعجاباً به ، لكنه إعلان لليأس من الذين كنت أحسن الظن بهم مثل إياد علاوي ، فقد كشفت التجربة أنه متهالك على السلطة بشكل غير مقبول ، و قد فاجأني ذلك فيئست من الكل و لم يكن قد بقي من مدة حكومة المالكي سوى فترة قصيرة . و كنت أرى أن الرئيس المنتخب أيا كان يجب عدم عرقلته بالشغب ثم ستنتهي مدته وتحكم صناديق الاقتراع في من سيخلفه . كان الصخب عارماً و الفوضى تتسع و الوضع لا يحتمل المزيد من البؤس و الضياع ، و قد كتبت تلك التغريدة ليس إعجاباً بنوري المالكي و إنما احتجاجاً على من يوقدون الفوضى ، و كانت تغريدة انفعالية ندمت عليها لأنه ظهر لي أن المالكي من أسوأ السيئين . كنت أريد إطفاء الحرائق بدلا من إشعالها ، و كلنا خطاء و خير الخطائين التوابون . سؤال : كيف تقيم تجربتك في مواقع التواصل الاجتماعي ، دخلت ثم خرجت بسرعة منها غاضباً ؟ الناس يُضمرون أحكاماً مسبقة جاهزة على كل شيء من الأفكار و الآراء و الأعمال و الأشخاص و المواقف ، و مهما كان الشخص عديم المعرفة بالقضية مدار البحث فإنه يرى أنه لا يختلف عن الذين أمضوا أعمارهم في البحث و التأمل و الاستقصاء و التحقق ، إن كل شخص يقيم الآخرين بمعياره هو و ليس بمعيار علمي موضوعي محايد ، لذلك لا يتعلم الناس لأنهم يثقون بآرائهم المسبقة ، أما من يحاول إشعال شمعة في الظلمة الحالكة فإنه لن يجد الاستجابة . سؤال : ثمة دراسات عن فكرك لباحثين عرب كيف يطالع البليهي فكره و قد أصبح موضع دراسة ؟ لقد توصلت إلى نظريات مهمة مثل : - التلقائية مفتاح الطبيعة البشرية : و هي نظرية تقتضي إحداث تغييرات كبرى في رؤيتنا للإنسان و قابلياته - و الريادة و الاستجابة - و عبقرية الاهتمام التلقائي لذلك لم أفاجأ بالكتاب الذي نشره المثقف الكردي ابراهيم محمود و لا بغيره من الدراسات . مشروعي ينطلق من رؤية إنسانية سؤال : منذ نصف قرن تقريباً و أنت مهموم بمشاكل العرب و المسلمين ، البعض يعتبرك شعوبياً حين تصف العرب بالأضحوكة و يعتبرك جلاداً لذوي التوجهات القومية و مستهتراً بالقضايا العربية كيف تنفي ذلك ؟ لو راجعت ما أكتبه لوجدته نقداً لكل البشر و لجميع الثقافات . قبل 20 عاماً كنت أوجه النقد للثقافة العربية و ليس للعرب ، فقد اقتنعت بأن الثقافة العربية غير قابلة للتغير و لا للتحضر . ثم اكتشفت أن البشر في كل الأمم مازلوا يعيشون بوعي زائف و أن الفرق بين المجتمعات المتقدمة و المجتمعات المتخلفة لا يعود لوعي الناس بل يعود لاتجاه حركة المجتمع و نوع مركبته الثقافية و السياسية . لذلك فإن مشروعي الفكرى ينطلق من رؤية إنسانية محضة و يتجه إلى الإنسان أينما كان ، فلست أحلل العقل العربي بل العقل البشري . أنام بين الكتب سؤال : مكتبتك كبيرة و ضخمة ، و قد زرتك في بيتك مراراً و رأيت فيها تكاملاً و تنوعاً ، كما رأيتك في عدة معارض كتب تنتقي بعناية ، كيف كانت العلاقة بالمكتبة و الكتاب ، و ما الوقت الذي يقضيه البليهي في المكتبة و كيف تفسر تعلق الجيل الجديد بالكتاب ؟ لا أتصور الحياة بدون احتضان كتاب , ففي كل لحظات وقتي أكون مع الكتب إلا إذا جرتني واجبات لا أستطيع الانفكاك منها . حتى حفلات الزواج و غيرها أعتذر عنها فيغضب مني البعض ! فأنا منذ المراهقة و أنا شغوف بالكتب ليس شغف المتعة بل شغف الباحث الظمآن المتعطش لاكتشاف مواطن الخلل و مكمن الحقيقة في الواقع . و أستشرف الحلم العظيم الذي تنعتق فيه البشرية من التعصب و الجهل المركب و الصراع و الحروب . أعيش مع حكماء الإنسانية أسائلهم و أقارن بين أفكارهم و حكمتهم ، فالرحلة مع الكتاب هي الفكر ، و هي الفهم , و هي الحكمة , و هي السير الدائم نحو المزيد من الإدراك ، و هي التجليات الجمالية و الإبداعية . لذلك أعيش بين الكتب ، فبيتي كله مكتبة حتى سرير نومي تحيط به دواليب الكتب ، و أعتقد أن المحرومين من العيش مع الكتب محرومون من معنى الحياة ، فدماغ الإنسان جهاز معرفة ، فإذا لم تشغله بالبحث شغلك بالملل و الضجر و السآمة . اليونسكو مساهمة في التخلف سؤال : تنتقد المؤسسات و علاقاتها بالثقافة ، ما الدور الذي يتمناه المفكر البليهي للمؤسسات الثقافية للخروج بها عن البرود و الجمود ؟ أشد عبارات النقد يجب توجيهها على المستوى العالمي لليونسكو ، فقد أسهمت باستمرار تخلف الثقافات المنغلقة لأنها دأبت على حماية حصون التخلف ، فهي تعمل على استمرار التنافر الثقافي ، و تؤكد المساواة بين كل الثقافات ، و معنى هذا أن تواصل الثقافات المتحجرة تحجرها . تعليق : حقيقة فخور أن يكون عندنا مفكر بهذا المستوى . |
الساعة الآن 02:23 AM |
Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions Inc.