تطوير نظامنا السياسي هو ضمانتنا
http://alqatareya.net/uploads/1387107193621.jpg
عبدالله الفوزان لا يماري أحد - على ما أظن - في أننا كنا و مازلنا من أفضل دول العالمين العربي و الإسلامي ، بل و العالم الثالث أمناً و استقراراً ، و لكن لا أظن أنه يختلف معي أحد في أن كثيراً من المواطنين بدأوا في السنوات الأخيرة يضعون أياديهم على قلوبهم ؛ خوفاً من أن يتزعزع هذا الاستقرار ، و تنتابهم هواجس بأن شيئاً ما قد يحمله لهم المستقبل كما حمله لغيرهم ، ما لم يحصنوا هذا الاستقرار بما يضمن استيعاب تلك التطورات الحضارية العالمية الكبرى ، و المستجدات الضخمة في علم الإنسان و وعيه ، التي كانت تفرض نفسها يومياً و في كل منزل على الشاشات في عملية اجتياح كاسحة للعالم من أقصاه إلى أقصاه و التي كان من نتائجها رياح التغيير القوية التي تفجرت فجأة و بقوة في العالم العربي ، فاقتلعت بعض أشجاره القديمة و مازالت تعصف بمزيد ، و بدا و بوضوح أن كل هذا نتيجة طبيعية لتطور وعى المجتمعات العربية و إدراكها لحقوقها و مصالحها ، مما جعلها ترفض و بعنف سلطة الفرد المطلقة و هيمنته على القرار السياسي و الاقتصادي و الاجتماعي ، بعد أن أدركت أن تلك الهيمنة المطلقة هي السبب الجوهري للظلم و الفقر و الفساد بكل أشكاله و ما ترتب على كل ذلك من تخلف عربي حضاري و علمي و اقتصادي كبير . لقد أعطت الحقبة الاستعمارية الفرصة لبعض جنرالات العالم العربي لاستغلال المشاعر الوطنية و فرض سلطتهم المطلقة و إيهام المواطنين أن ذلك سيصنع لهم الكرامة و التنمية و الرخاء و التقدم ، لكن اكتشفوا بعد عشرات السنين أنهم أعجز من أن يوجدوا التنمية و التقدم لأوطانهم في ظل تلك السلطة الفردية المطلقة التي كبلتهم و جثمت على صدورهم و قاومت جهودهم كي يستمر بقاؤها ، ثم بدأوا يكتشفون الطريق الصحيح للخلاص و للرخاء و التنمية و التقدم نتيجة لتلك الثورات الكبرى المتلاحقة في وسائل الاتصال التي أصبحت تعرض لهم يومياً خلاصة وعي الأمم و تريهم كيف ينشأ التطور و الرخاء ثم يتراكم فيوجد التنمية ، و كيف أن ذلك يحصل بالتعاون و الرأي الجماعي و سلطة المجتمع و بجهود أولئك الذين يتمتعون بالإرادة و الحرية المنضبطة التي ظلوا يرونها أمامهم تقود الأمم الناهضة كأنها المايسترو على المسرح ، و بتأثير تلك العدالة و المساواة التي كانت ترفع الرايات أمامهم كأنها القادة العظام في المعارك الكبرى ، و لذلك ثار المواطن العربي على السلطة المطلقة و على الهيمنة ، و انطلق نحو تلك الآفاق الرحبة اقتداء بالأمم الناهضة ؛ أملاً منه في أن يحقق النهضة مثلها و مازال في بداية الطريق الطويل . السلطة الفردية المطلقة قد توفر العدل و لكنها لا توفر المشاركة السياسية ، و إذا وفرت العدل فإنها لا يمكن أن تضمن استمراره ، فقد يزول العدل إذا زال السلطان العادل ، أما الذي يوفر العدل و المساواة و الحرية و الحقوق السياسية و الاجتماعية و يضمن استمرارها فهو النظام الذي لا يزول بزوال السلطان العادل ، بل يفرض كل شروط النهضة و التقدم على الجميع بمن فيهم السلطان نفسه . تعليق : هذا مقال اجباري لكل مواطن خليجي حتى نتجنب اخطاء غيرنا و نحافظ على السلم الاجتماعي و نطور انفسنا بدون عنف . |
الساعة الآن 01:59 AM |
Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions Inc.