منتديات القطرية

منتديات القطرية (https://www.alqatareya.com/vb/index.php)
-   منتدى الرأي و الرأي الأخر (https://www.alqatareya.com/vb/forumdisplay.php?f=5)
-   -   مشكلتنا مع الديمقراطية (https://www.alqatareya.com/vb/showthread.php?t=3025)

البرواز و الصورة 05-11-2015 12:52 PM

مشكلتنا مع الديمقراطية
 
http://alqatareya.net/uploads/1446717075341.jpg

خالد القشطيني

تميزت الانتخابات الأخيرة في مصر بالسلبية و البرود و المقاطعة النسبية التي صحبتها . حكم الشعب بواسطة الشعب مهزلة و مأساة حيثما كانت أكثرية الناخبين أمية أو جاهلة . ضحى سقراط بحياته بسبب انتقاده لهذا العيب في الديمقراطية و منذ عهده لعهدنا هذا اتفق سائر المفكرين على أن الحكم القائم على أصوات أكثرية أمية و جاهلة يؤدي إلى حكم الغوغاء و الفساد . لتفادي ذلك لا بد من حصر حق التصويت في بلد متخلف في المتعلمين فقط . طرحت هذه الفكرة في شتى المناسبات و في كل المناسبات واجهت هذا الاعتراض و هو أن ذلك شيء مرفوض و لا تتبعه أي دولة و هو مناقض لحقوق الإنسان و المتبع في كل الدول الغربية . و هذه هي المشكلة ، فنحن نقلد الغرب تقليدا أعمى في كل شيء . و هنا نسينا أن الغربيين أنفسهم لم يعطوا حق التصويت للجميع إلا بعد تطبيق التعليم الإلزامي على الجميع . لا يوجد بينهم أميون مثلما يوجد عندنا , لم يكسب الجميع هذا الحق حتى في بريطانيا أم الديمقراطيات إلا في أواخر القرن الـ19 أي بعد تنفيذ التعليم الإلزامي . و عندما طالب العمال بهذا الحق و تظاهروا من أجله عام 1830 ضربوهم بالقنابل في مذبحة بيتربورو . و لم تمارس المرأة البريطانية حق التصويت حتى 1930 . و بقيت المرأة السويسرية ممنوعة من التصويت حتى الأربعينات . و نص القانون في الولايات المتحدة على شرط معرفة القراءة و الكتابة حتى عام 1964 . لماذا كان هذا التعنت من الغربيين في حصر التصويت بالمتعلمين ؟ السبب هو معرفتهم بأن ممارسة الاقتراع بصورة ناجعة يتطلب درجة معقولة من المعرفة و الإدراك ، و بالتالي درجة من التعليم و القراءة دون ذلك تحصل على حكم الغوغاء و المعممين . الملاحظ أن الأحزاب الدينية تعارض دائما أي تغيير في حق الجميع في التصويت لأنها تعتمد أساسا على الأكثرية الأمية . سمعنا شتى الحكايات المضحكة و المؤسفة التي مارس فيها الأميون في العراق حق التصويت , فتح ذلك الأبواب للحصول على برلمان كسيح و نواب فاسدين . و سيستمر هذا العيب ما لم تتم معالجة هذا النقص بجرأة و إيمان . المتفق عليه أن مستوى شعوب الشرق الأوسط لا يختلف كثيرًا ثقافيا و علميا و وعيا عن مستوى أوروبا في القرون الوسطى عندما كان التصويت محصورا بالأقلية المتعلمة . «العهد الأعظم» (الماغناكارتا) الذي يعتبر من أهم الوثائق الديمقراطية منحه الملك للوردات فقط لا نصيب فيه للعوام , و كما قلت استمر ذلك حتى أواخر القرن الـ19 عندما أصبحت الأكثرية متعلمة . سيبقى حكام مصر و معظم دول العالم الثالث يعانون من مشكلة الديمقراطية المفتوحة للجميع حكم الغوغاء . هل ستستطيع مصر معالجة هذه المعضلة ؟ أمامها طريقان : إما أن تحكم بنظام شمولي على نحو ما كانت عليه في عهد عبد الناصر ، و إما أن تخطو هذه الخطوة الجريئة و تتحدى بها عموم العالم الليبرالي و تستصدر نظاما انتخابيا يحصر حق التصويت بالمتعلمين و تفتح بذلك الأبواب لشتى دول العالم الثالث التي تعاني من كساح الديمقراطية فتحذو حذو مصر و تحقق ما يلزمها من تنمية سريعة منتظمة .

تعليق : الرد التالي كان لأحد القراء على المقال حبيت اجيبه كرأي مخالف للمقارنة "
مع احترامى لوجه نظرك يمكن ان يكون كلامك صحيح و لكن هذا جرح عظيم لمشاعر الاميين و يؤدى الى انسحابهم من الحياه و يصبحون اكثر هامشيه و ليس لديهم اى انتماء و فى هذه الحاله يتم استغلالهم اكثر وزرع الحقد و الكره ضد دولهم رغم انه احيانا تكون اميتهم ليس ذنبهم و لكن بسبب الفقر و العوز . الامى لا يريد ان يكون جاهل و لكن ظروفه الصعبه ادت به الى هذا المصير فلنساعده ان يندمج فى الحياه و لا نطرده منها فى يوم من الايام و مع الاكثار من الممارسه الديمقراطيه سيتعلم الامى ان يختار مصلحته و مصلحة بلاده و لكن الان نحن سنه اولى ديمقراطيه حتى المتعلمين يختارون خطأ فدع التجربه تاخذ وقتها و سيتحسن الوضع و معه حسن الاختيار ."

السؤال : هل توافق على فكرة حصر التصويت في المتعلمين فقط ؟



شفافية 10-11-2015 05:02 PM

رد : مشكلتنا مع الديمقراطية
 

اقتباس :

السؤال : هل توافق على فكرة حصر التصويت في المتعلمين فقط ؟
الأميون لهم الحق في ابداء رأيهم وأصواتهم تماماً كما لهم الحق في الحياة الكريمة في أوطانهم

وإذا كانت ظروفهم القاسية حرمتهم من التعليم فلا يجب وصفهم بالغوغاء

لأن بعض الأميين لديهم الكثير من الحكمة والنظرة المستقبلية الصائبة

ولكن يجب نشر الوعي والثقافة بين أفراد الشعب الأميين والمتعلمين الأقل ثقافة بأن التصويت لا يكون لأسباب شخصية

بل من اجل مصلحة الوطن أولاً وأخير وعلى ذلك لابد أن يكون التصويت للذين سيقدمون التنمية للوطن ويدفعون بعجلة التقدم إلى الأمام

فإذا انتشر الوعي والفهم لمصلحة الوطن بعيداً عن المصالح الشخصية والأشخاص في هذه الحالة

سوف نقلص حجم الفارق بين المتعلمين والأمييين لأن الجميع سيختار المصلحة العامة وليس الشخصية

مما سبق يتبين أنني لا أوافق أن يكون التصويت محصوراً في المتعلمين ولكن بشرط التوعية المستمرة للأميين وغير المثقفين


http://alqatareya.net/uploads/1447163969472.jpg



البرواز و الصورة 10-11-2015 10:10 PM

رد : مشكلتنا مع الديمقراطية
 
و الله أنا اشوف الفكرة جديرة بالنقاش المجتمعي لانه من الانتخابات البلدية عندنا بين التعصب القبلي و العائلي بشدة بغض النظر عن مؤهلات المرشح . نفس الشي صار في مصر حيث تنتشر رشوة الفقراء و البسطاء بكيس رز ابوكاس أو خيشة سكر و غيرها من المواد التموينية لدرجة أن بعض الظرفاء قال نحن ننتظر الانتخابات للتمؤن لحاجات رمضان و الله يوفق الجميع . سعدت بمرورك و دمتي بود ...

http://alqatareya.net/uploads/1447182163771.jpg

شفافية 12-11-2015 06:45 PM

رد : مشكلتنا مع الديمقراطية
 


يا أستاذي الفاضل صحيح انو الفكرة جديرة بالنقاش المجتمعي ولكن ثقافة الفرد جداً مهمة بالنسبة لترسيخ مبدأ الاختيار الصحيح للشخص الكفوء

بالنسبة للتعصب القبلي والعائلي للأسف هذي ثقافة سيئة وهي موجودة عند الكثير من المجتمع بصرف النظر عن كونه متعلم أو أمي وللأسف الشديد

اما رشوة الفقراء واستغلال ظروفهم لو كان فيه وعي بمصلحة البلد وضرورة انتخاب الكفوء بصرف النظر عن قبيلته أو قرابته أكيد راح تقل هذي الظاهرة

من اهم الأمور غرس الفكرة الصحيحة في عقول أبناء المجتمع ومهم جداَ انو حتى في المدارس نغرس هذا المفهوم

علشان لما يكبروا يصبح عندنا في المستقبل مجتمع حضاري يختار حسب مصلحة الشعب والوطن بدون تعصب قبلي أو عائلي

بصراحة يوجد مفاهيم كثيرة يجب تغييرها في المجتمع وتغيير الأفكار والمفاهيم يحتاج وقت لكن نتائجه جيدة

سعدت بالحوار معك أستاذي الكريم مع فائق احترامي



http://alqatareya.net/uploads/1447342670691.jpg



الساعة الآن 01:30 AM

Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions Inc.

Security team