علماء سعوديون يؤيِّدون الاحتفال بالمولد النبوى الشريف لكن بضوابط شرعية
http://alqatareya.net/uploads/1386966149691.jpg
حرَّك توزيع مجموعة شباب سعوديين ، مبتعثين للدراسة في الخارج ، حلوى وكتيبات تعريفية بالإسلام وبالرسول ، صلى الله عليه وسلم ، في يوم مولده ، في بعض الجامعات الغربية ، المياه الراكدة حيال مشروعية الاحتفال بالمولد النبوي ، والتى كانت المؤسسة الدينية السعودية قد أسدلت الستار عليه لكونه "بدعة"، ولو كانت عملا مشروعا لكان أولى به الصحابة الأوائل الذين كانوا أشد حبا للنبى صلى الله عليه وسلم وأكثر حرصا على الاقتداء بسنته والسير على دربه . وفجر فقهاء داخل السعودية وخارجها ، المفاجأة حيث إنهم لا يرون حرجا في الاحتفال بالمولد ضمن الضوابط الشرعية ، ومنهم عضو هيئة التدريس في جامعة أم القرى الدكتور حاتم الشريف ، الذي يؤكِّد أنه يجب أن يكون الحديث عن حكم المولد بعلم وعدل ، وعدم إنكار اختلاف العلماء فيه ، وأن هناك بعضا من العلماء قال باستحبابه بشروط. واستشهد الشريف بابن تيمية في كتابه "اقتضاء الصراط المستقيم"، مع حكمه على المولد بأنه بدعة" إلا أنه عذر مقيميه ، بل اعتقد حصول الأجر العظيم لهم فيه ، موضحا أنَّ""شيخ الإسلام" قال : "فتعظيم المولد ، واتخاذه موسما ، قد يفعله بعض الناس ، ويكون له فيه أجر عظيم" لحسن قصده ، وتعظيمه لرسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، كما قدمته لك : أنه قد يحسن من بعض الناس ، ما يستقبح من المؤمن المسد". وأضاف الشريف "من استثمر يوم المولد للتذكير بسيرة النبي ، صلى الله عليه وسلم ، أو لإذكاء عاطفة حبِّه في نفوس المسلمين من غير غلو (كاستغاثة) ، ولا مصاحبة منكرات (كاختلاط) ، ولا خرافات (كدعوى حضوره صلى الله عليه وسلم يقظة) ، ومن غير اعتقاد فضل خاص لهذا التذكير في يوم محدد ، وإنما هو من باب استثمار تاريخ الحدث الجليل في استحضاره في النفس كما يستحضر الخطباء يوم بدر في الـ17 من شهر رمضان ، ويوم الفتح في العشرين منه ، ويوم الهجرة في بداية السنة الهجرية ، فهو حلال" لأنه لم يعد يرتبط به اعتقاد عبادة مبتدعة ، وانتقل بهذه الشروط من البدعة إلى المصلحة المرسلة ، فهو لا يتضمن إلا مجرد اتخاذ للوسائل المبلغة لمصلحة شرعية وهي : التذكير بسيرة النبي صلى الله عليه وسلم ، أو لإذكاء عاطفة حبه في نفوس المسلمين". واشترط عدة أمور للحكم بالإباحة ، وهي أن إقامة تلك الدروس والاحتفالات "الخالية من المنكرات"، ليس لأن إقامة المولد عبادة ، وإنما لأنَّه مجرد استثمار لوقت الحَدَث من أجل تحقيق مصلحة شرعية منه ، وأنه ليس ليوم المولد خاصية ولا فضيلة ثابتة . وشدد على ضرورة بيان منكرات الاعتقادات والأقوال والأفعال المقطوع ببطلانها التي تنتشر في كثير من الموالد ، موضحا أنَّه مع تحقق هذه الشروط ، لا يجد في المولد بدعةً ، ولا ما يدعو فيه للإنكار عليه وعلى مقيميه. ونقلت صحيفة "الشرق" السعودية عن الشريف قوله : أنه يجب التفريق بين صورتين للمولد ، أحدها أن يكون فيها المولد من المصالح المرسَلَة ، وذلك إذا كان بقصد استثمار تاريخ هذا الحدث الجليل للتذكير بسيرته ، صلَّى الله عليه وسلَّم ، أو لإذكاء جذوة محبته ، صلَّى الله عليه وسلَّم ، في القلوب ، من غير اعتقاد فضيلة خاصة لليوم تُجِيزُ تخصيصَه بعبادة أو باعتقاد لا دليل عليه ، مشيرا إلى أن هذه الصورة هي التي استحسنها كثير من العلماء، مثل أبي شامة، وابن ناصر الدين، وغيرهما كثير من سادة الأمة . وقال "أمَّا الصورة الأخرى فيكون فيها الاحتفال بدعةً ، حتى لو خلا من الغلو والمنكرات ، وهو فيما لو خصَّ هذا اليوم باعتقاد فضل يخصه ، وصار يُظن أنه ترتبط به عبادات يزداد أجرها فيه ، أو أن مثل تلك الاحتفالات في هذا اليوم المخصوص مقصودة لذاتها ، كما تُقصد العبادات المشروعة لذاتها . وهذه الصورة هي التي استنكرها كثير من العلماء كشيخ الإسلام ابن تيمية ، وغيره من سادة الأمة". من جانبه قال الباحث الشرعي محمد المحفوظ : "على المستوى المبدئي ، ثمَّة أزمنةٌ في الرؤية الإسلامية لها اعتبار ، بحيث تتحوَّلُ الأزمنة لمناسبات لاستذكار قيم الإسلام الخالدة واستحضار بطولات القيادات الإسلامية التي تركت بصمات نوعية في مسيرة الإسلام، ومن أهم الأزمنة التي يستذكرونها ويعملون من خلالها على إحياء قيم الإسلام مولد سيد الكائنات الرسول محمد ، صلى الله عليه وآله وسلم ، فهي مناسبة نستذكر مِن خلالها قيم الإسلام ومكارم أخلاق الرسول، صلى الله عليه وآله وسلم ونعمل من خلال هذه الذكرى على تعريف بقية البشر بمناقب الإسلام ومكارم الأخلاق، فنحن نحتفل بهذه المناسبة من أجل أن نستذكر ومن أجل أن نعرف ."وحول مبادرة الطلبة المبتعَثين ، أوضح المحفوظ أنها "نوعية ، وتعكس مستوى المبتعَثين باجتهادهم وإبداعهم للتعريف بالنبي ، صلى الله عليه وآله وسلم ، وقيم الإسلام في المجتمعات الغربية". وأكد أن وسائل الاحتفال بالرسول ليست توقيفية ، وإنَّما يمكن لأي إنسان ، في أي ظرف زمني أو مكاني ، أن يبدع الوسيلة المناسبة للتعريف بنبي الإسلام ، الذي حرك التاريخ من طور التخلف إلى الحضارة . ودعا المحفوظ العلماءَ والفقهاءَ المحرِّمِين للاحتفال بالمولد أن يُعِيدوا النظر في فتواهم ، ويكتشفوا طبيعة علماء الأمة الذين يُبِيحون هذا الاحتفال ، ويعتبرونه شكلاً من استلهام سيرة الرسول والقرب من تعاليمه أكثر ، خصوصاً أنها مناسبةٌ لاستذكار قيم الإسلام الخالدة . تعليق : هذا كلام جميل و فكر منفتح و تجديد مطلوب . كما لا يفوتني التنوية بفضل المفكر و العالم الجليل ابن تيمية الي شوة صورتة المتشددين بغباءهم و محدودية تفكيرهم و ميولهم نحو التشدد تحت ذريعة التحوط الى أن شوهو كل جميل و وسطية في الاسلام . |
الساعة الآن 02:07 AM |
Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions Inc.